سوسن أرملة لم تكمل الـ30 من عمرها، أم لخمسة أطفال يعانون إعاقات مختلفة ناجمة عن زواج الأقارب. حياتها كلها إصرار واصلت تعليمها رغم أنها كانت زوجة وأم لكن تدهورت حياتها منذ رحيل زوجها قبل عامين. تحملت أعباء إضافية في ظل ظروف صعبة. تذهب بانتظام لصندوق رعاية المعاقين من اجل المعاملات لطفلها الأصغر، ليخبروها عن تدريب قريب وبإرادتها يكون هذا التدريب نقطة تحول بحياتها وأطفالها. تزوجت سوسن من قريبها بندر وهي لم تكمل 13 سنة، ولم تذهب للمدرسة إلا بعد زواجها، حيث التحقت بمركز محو الأمية بمدينة حجة، وتخرجت من الثانوية وأنهت تعليمها الجامعي أيضا. لديها أربع بنات وولد، بدور (17)، تكمل حاليا المرحلة الثانوية وتعاني من ضعف النظر، وتعاني ريماس (12) عاما من ضعف في النظر وإعاقة ذهنية، في حين يعاني فضل الإبن الخامس من متلازمة داون، وبحاجة إلى عناية طبية تخصصية ومهدد بفقدان بصرة. تعاني سوسن من فقر وعوز حيث توفي زوجها قبل عامين بعد إصابته بسرطان الدم ولم يكن موظفا، وليس لديها اي إعانات. تسكن هذه المرأة المكافحة شقة صغيرة على سطح بيت والد زوجها هي وأولادها الخمسة، وتحلم بأي فرصة عمل يمكنها إدارته من داخل منزلها لعدم قدرتها ترك أبنائها وحدهم دون راعي خصوصا وأن ثلاثة من أبنائها من ذوي احتياجات خاصة. تقدمت سوسن بتصميم وشغف للتدريب الذي تنفذه مؤسسة صدى للبناء والتنمية SFBD بالشراكة مع المجلس النرويجي NRC ضمن مشروع" التدريب المهني للأسر المعيلة للأشخاص ذوي الإعاقة لتحسين الأمن الغذائي وسبل العيش" والتدريب بالنسبة لها كمن وجد ضالته في عمل يناسب وضعها. أمل تقول " اخترت التدريب على صناعة المعجنات لأنه يناسب وضعي الأسري، أقدر أنتج مختلف أنواع الحلويات والمعجنات من داخل البيت وانا بين أولادي، وما يعيقني سوى عدم وجود مواد ومستلزمات ومكونات المنتج، ويبقى لي فقط البحث عن دكاكين وبقالات لبيعها عن طريقهم، سيكون الوضع صعب في البداية لكن مع الأيام ساستقبل حجوزات طلبات الزبائن بالتلفون. كانت سوسن متفاعلة ونشيطة وقد بدأت بالفعل في صناعة المعجنات، وقد اختارت على وجه الخصوص صناعة (الترته) لأنها ماهرة فيها ولأن سوقها رائج حسب نصائح صديقاتها، تقول: جارتي تبيع خمس تُرت في اليوم وهذه فرصة لي. ويقول عمر الزواحي ميسر التدريب " سوسن تمتلك رغبة قوية التعلم واكتساب الخبرة الكافية لصناعة معجنات مميزة، كما لديها القوة الكافية لمواجهة صعوبات الحياة. وتصف هدى وهي جارة سوسن ومديرة مدرسة قائلة: حققت سوسن النجاح وإن لم يكتمل الحلم بعد، لكنها لم تمد يدها للغير، واستطاعت قهر ظروفها المعيشية الصعبة هي وخمسة أبناء ليس لهم لا حول ولا قوة، سوى التدريب الذي نفذته مؤسسة صدى لتتمكن بعدها من صناعة المعجنات وبيعها في البقالات، نتمنى لها التوفيق والنجاح.