تكافح ب.ن 30 سنة من سكان مدينة حجة مركز محافظة حجة - تقع إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء وتبعد حوالي 123كم- لإعالة اربع اولاد من الذكور أكبرهم في عمر 18 سنة وهو معاق يعاني من شلل تام و أصغرهم في عمر الخامسة، وتعيش مع أولادها الذين فضلوا البقاء معها في منزل صغير مكون من غرفتين ومطبخ وحمام، بعد ان تطلقت من زوجها " تطلقت من زوجي قبل سنة وثمانية شهور وانفصلت عن زوجي لكن اولادي لم يوافقوا على البقاء مع ابوهم، لذا اضطررت الى اخذهم معي. تعش ب.ن معتمدة على سلة غذائية من منظمة رؤيا أمل الدولية وبعض المساعدات من طليقها وأشياء نادرة من فاعلي خير، لكن هذه المساعدات لا تغطي احتياجات أسرة لتأمين معيشتها والتكاليف الأخرى أهمها العلاج ومصاريف المدارس و النظريات اليومية الأخرى. سمعت ب.ن التي طلبت الترميز إلى اسمها -لأسباب خاصة- عن التدريب المهني الذي تنفذه مؤسسة صدى للبناء والتنمية SFBD ، عن طريق صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمحافظة حجة، وهي الآن إحدى المتدربات الخريجات في مجال صناعة المعجنات والحلويات. انتظرت ب.ن التدريب على صناعة المعجنات والحلويات بفارغ الصبر، و بدأت قصة نجاحها منذ كانت تنتظر اتصال الموافقة على قبولها في التدريب بتوجس وشغف من وجد ضالته" لا توجد تغطيه في البيت، اضطررت الى رفع التلفون في اعلى مكان ممكن في غرفة البيت، وكنت خايفة انهم يقولوا لي اتصلنا بك وتلفونك خارج التغطية و يستبعدوني" من هنا جاءت قصة نجاح ب.ن بناء على هذا هاجس ضرورة اكتساب مهنة مناسبة وملائمة لظروف المرأة في مدينة حجة بكل تحفظات عادات وتقاليد مجتمع حجة، الا انه في الوقت عينة مطلوب منها ومن النساء الأرامل و اولئك اللواتي يعولين اسرهن تدبر امورهن واحتياجات الأسرة وهو ما تسعى اليه النساء التي يتحملن عبء إعالة اسرهن. كان التدريب الذي تنفذه مؤسسة صدى للبناء والتنمية SFBD بالشراكة مع DRC حماسي وممتع بالنسبة ل ب.ن وشاركت فيه بفاعلية واهتمام كما يصفها ميسر التدريب عمر الزواحي " ب.ن من أهم المتدربات النسويات في صناعة المعجنات والحلويات، بل و بادرت بصناعة نماذج عديدة من المعجنات، و استفادت من توجيهات وتعديلات المدربة المسؤولة. اثناء التدريب قدمت ب.ن منتجات جيدة وباشرت بخطوة جريئة وهو الإنتقال الى عملية بناء وكسب العلاقات مع سوق العمل والترويج لمنتجاتها لدى البقالات و دكاكين المواد الغذائية و الاستهلاكية، إذ وبعد التدريب الجيد ليس فقط على طرق و اساليب صناعة المنتج وإنما أيضا على كيفية الترويج و التسويق وبالتالي صناعة الشخصية التجارية، كمخرجات مميزة لرفد سوق العمل. لدى ب.ن خطط وهدف عليها تحقيقه وهو الحصول على تمويل مناسب لتوفير حقيبة صناعة المعجنات، وهو ما وعدت به ادارة مشروع " التدريب المهني للأسر المعيلة للأشخاص ذوي الإعاقة لتحسين الأمن الغذائي وسبل العيش" بتوفير الحقيبة وتوزيعها في الحفل الختامي للمشروع، وبالتالي اصبح همها الان توفير باقي مكونات ومواد صناعة المعجنات" وهي ممنونة للتدريب الجيد الذي قدمته مؤسسة صدى SFBD " استفدت كثير، وانتجت كما تعلمت في التدريب، بعت اثناء التدريب، وروجت وبعدت في الشوارع والدكاكين ورافقتني المدربة ووثقت تلك اللحظات بتلفونها. تذهب ب.ن بعيدا في خطتها المستقبلية ولديها تصور لوضع ميزانية لرأس المال و للمشتريات و المبيعات وجعل الأرباح هدف لتوسيع نطاق جغرافية مبيعاتها " سهل لا قد تيسرت وادبرت زلط لشراء باقي المكونات والمواد، وقالوا انشاء الله انهم في مؤسسة صدى يعتمدوا لنا كما قدروا حق اللي تقدر نبدأ بها، ومن ارباحها اقدر اطوار المنتجات لانني بفرز الأرباح لوحدها، وبعدها تسبر الأمور " تقول ب.ن وفي نظرتها تأمل بعيد أشبه بالأمل و الثقة. تعرضت ب.ن خصوصا بعد طلاقها من زوجها لظروف مالية ومعيشية صعبة وبما ان أبنائهما قرروا البقاء مع امهم، فان مهمتها اصبحت إعالة اولادها الأربعة بدرجة أساسية، وبما أن مصادر الدخل معدومة الا من سلة غذائية وبعض المساعدة البسيطة الغير منتظمة من طليقها و فاعلي الخير فإن اي انقطاع لهذه المصادر ستكون لها عواقب وخيمة على حياتهم المعيشية" لا يوجد لدينا أي مصادر للدخل سوى سلة غذائية من برنامج الغذاء العالمي، عندما قطعوها ثلاثة اشهر في احدى المرات لم نترك جبل او حواري في مدينة حجة الا وذهبنا لجمع العلب وقوارير فارغة منها من اجل بيعها لشراء الاكل والشرب" قالت ب.ن بخوف من لا يريد ان خوض هذه التجربة مرة اخرى، وهو ما يجب على منظمة WFP والمانحين الدوليين منع حدوثه وفهم آثاره الكارثية على الاسر الضعيفة والهشة. تعتقد ب.ن ان الحرب اثرت كثيرا في تفكيك العلاقات الاجتماعية والاسرية وان النساء والاطفال هم الضحية الاكثر تعرضا لآثارها، وبما انها عاشت تجربة مريرة فإنها عازمة بأنه تصبح قصة نجاح بمثابة الهام لكثير من النساء اللواتي مررن بتجربة مشابهة، وهي الان تخطط بالمهنة التي اكتسبتها في صناعة المعجنات والحلويات ان تتجاوز ازمتها و تحسن من وضع اسرتها صوب تأمين امنها الغذائي ومستقبل اسرتها مهما كلف الثمن" انشاء الله اقدر احقق لجهالي كلما يحتاجوه بهذا المشروع، ولا عاد اخلي جهالي" قالت ب.ن بجدية و واضحة بدت عليها