في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز توطين العمل الإنساني في اليمن، صدرت مؤخرًا دراسة بحثية جديدة بعنوان: "استدامة المنظمات غير الحكومية في اليمن: من التبعية إلى التحول الاستراتيجي" (مايو 2025)، وذلك ضمن مبادرة وطنية تسعى إلى تمكين الفاعلين المحليين وتعزيز القيادة الوطنية في العمل الإنساني. تُقدّم الدراسة تحليلًا شاملًا للواقع الذي تواجهه المنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية (L/NNGOs) في اليمن، وتهدف إلى طرح رؤى واستراتيجيات عملية تعزز من قدرتها على الصمود المالي، وترسّخ استقلاليتها المؤسسية، وتُعزّز دورها في بناء نظام إنساني أكثر عدالة واستدامة بقيادة محلية. وتسلط الضوء على أبرز التحديات التي تعيق استدامة هذه المنظمات، وفي مقدمتها محدودية التمويل المباشر والمرن، وضعف الاحتياطات التشغيلية، وغياب السياسات المؤسسية طويلة الأمد، إضافة إلى التأثيرات السلبية لهيمنة الوساطة الدولية. كما تُبرز أهمية استكشاف وتفعيل مصادر التمويل المحلي غير التقليدية، مثل الزكاة والأوقاف والمساهمات المجتمعية. وقد اعتمدت الدراسة على منهجية بحثية دقيقة جمعت بين الأدوات الكمية والنوعية، وشملت استبيانات موسعة، ومقابلات معمّقة مع أصحاب المصلحة في قطاعات متعددة، فضلًا عن مراجعة شاملة للبيانات الثانوية والسياسات ذات الصلة. وقد نُفّذت خلال الفترة من أكتوبر 2024 وحتى مارس 2025.